فهم الميزانية العمومية للاحتياطي الفيدرالي: دليل مبسط
في عالم الاقتصاد المعقد، غالبًا ما تُطرح أسئلة حول دور البنك المركزي وكيفية تأثير قراراته على حياتنا اليومية. الاحتياطي الفيدرالي، بصفته البنك المركزي للولايات المتحدة، يلعب دورًا حاسمًا في الحفاظ على استقرار النظام المالي وتعزيز النمو الاقتصادي. ومن بين الأدوات التي يستخدمها، تبرز “الميزانية العمومية” كعنصر أساسي غالبًا ما يثير الفضول والحاجة إلى التوضيح.
في خطاب مثير للاهتمام بعنوان “فك رموز الميزانية العمومية للاحتياطي الفيدرالي” نُشر في 10 يوليو 2025، قدم محافظ الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر جي. والير شرحًا وافيًا بأسلوب بسيط ومباشر، هدف من خلاله إلى إزالة الغموض المحيط بهذا المفهوم الهام. دعونا نستعرض معكم أبرز ما ورد في هذا الخطاب ونفكك رموز الميزانية العمومية للاحتياطي الفيدرالي.
ما هي الميزانية العمومية ولماذا هي مهمة؟
ببساطة، الميزانية العمومية هي قائمة تُظهر أصول الاحتياطي الفيدرالي والتزاماته. تمامًا مثل الميزانية العمومية لأي مؤسسة، فهي تعكس ما يمتلكه البنك (الأصول) وما يدين به (الالتزامات). ولكن لماذا يهتم بها الناس العاديون؟ لأن هذه الميزانية العمومية ليست مجرد أرقام على الورق، بل هي انعكاس مباشر لسياسات الاحتياطي الفيدرالي وتأثيرها على أسعار الفائدة، وتوافر الائتمان، وفي النهاية، على النشاط الاقتصادي ككل.
الأصول الرئيسية: ما يمتلكه الاحتياطي الفيدرالي
يُسلط والير الضوء على أن الميزانية العمومية للاحتياطي الفيدرالي تختلف عن الميزانية العمومية للبنوك التجارية. فبينما تركز البنوك التجارية على الإقراض للمستهلكين والشركات، فإن أصول الاحتياطي الفيدرالي تتمحور حول إدارة السياسة النقدية. ومن أبرز هذه الأصول:
-
حيازة الأوراق المالية (Securities Holdings): هذه هي أكبر فئة من الأصول، وتشمل بشكل أساسي سندات الخزانة الأمريكية والأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري. عندما يشتري الاحتياطي الفيدرالي هذه الأوراق المالية من السوق، فإنه يضخ الأموال في النظام المالي، مما يؤدي إلى زيادة الاحتياطيات لدى البنوك. هذا الإجراء، المعروف باسم “تيسير الكمية” أو “العمليات السوقية المفتوحة”، يهدف إلى خفض أسعار الفائدة طويلة الأجل وتشجيع الإقراض والاستثمار في أوقات الركود الاقتصادي. والعكس صحيح، عندما يبيع الاحتياطي الفيدرالي هذه الأوراق المالية أو يسمح لها بالانتهاء دون إعادة استثمارها، فإنه يسحب الأموال من النظام المالي، مما يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع أسعار الفائدة.
-
القروض الممنوحة للمؤسسات المالية: في ظروف معينة، قد يقدم الاحتياطي الفيدرالي قروضًا للبنوك والمؤسسات المالية الأخرى من خلال “نافذة الخصم”. هذا يوفر مصدرًا للسيولة قصيرة الأجل للبنوك التي قد تواجه صعوبات مؤقتة في تلبية احتياجاتها من الاحتياطيات، مما يساعد على استقرار النظام المصرفي.
الالتزامات الرئيسية: ما يدين به الاحتياطي الفيدرالي
على الجانب الآخر من الميزانية العمومية، نجد التزامات الاحتياطي الفيدرالي. أهم هذه الالتزامات هي:
-
الأوراق النقدية المتداولة (Currency in Circulation): هذه هي الأوراق النقدية والعملات المعدنية التي نستخدمها يوميًا. تُعد هذه العملات التزامًا على الاحتياطي الفيدرالي، حيث أنها تمثل القوة الشرائية التي تم إصدارها من قبله.
-
الاحتياطيات المصرفية (Bank Reserves): هذه هي الأموال التي تحتفظ بها البنوك التجارية لدى الاحتياطي الفيدرالي. تتمتع البنوك بهذه الاحتياطيات لأسباب تنظيمية ولمواجهة عمليات السحب اليومية من قبل العملاء. يمثل حجم الاحتياطيات المصرفية في الميزانية العمومية للاحتياطي الفيدرالي مؤشرًا هامًا على مدى سهولة أو صعوبة حصول البنوك على الأموال.
-
ودائع الحكومة الأمريكية (U.S. Treasury Deposits): تُعد هذه الأموال التي تودعها وزارة الخزانة الأمريكية لدى الاحتياطي الفيدرالي.
كيف يؤثر حجم الميزانية العمومية على الاقتصاد؟
يوضح والير أن حجم الميزانية العمومية للاحتياطي الفيدرالي له تأثير مباشر على الاقتصاد. عندما تتوسع الميزانية العمومية (من خلال شراء الأصول)، فهذا يعني ضخ المزيد من السيولة في النظام المالي. هذا يمكن أن يؤدي إلى:
- انخفاض أسعار الفائدة: مع زيادة المعروض من الأموال، تميل تكلفة الاقتراض إلى الانخفاض، مما يشجع الشركات والأفراد على الاقتراض والاستثمار.
- زيادة التضخم: في حال زيادة السيولة بشكل كبير جدًا وفي ظل ظروف اقتصادية معينة، قد يؤدي ذلك إلى زيادة الطلب على السلع والخدمات، مما يضغط على الأسعار ويرفع معدلات التضخم.
- تأثير على أسواق الأصول: غالبًا ما يؤدي توسع الميزانية العمومية إلى زيادة في أسعار الأصول مثل الأسهم والسندات، حيث يبحث المستثمرون عن عوائد في بيئة ذات أسعار فائدة منخفضة.
وعلى العكس، عندما تنكمش الميزانية العمومية (من خلال بيع الأصول أو عدم إعادة استثمارها)، فإنها تسحب السيولة من النظام المالي، مما قد يؤدي إلى:
- ارتفاع أسعار الفائدة: مع انخفاض المعروض من الأموال، قد ترتفع تكلفة الاقتراض.
- تباطؤ النمو الاقتصادي: قد يؤدي ارتفاع أسعار الفائدة إلى تقليل الإنفاق الاستثماري والاستهلاكي.
- تأثير على أسواق الأصول: قد تشهد أسعار الأصول ضغوطًا هبوطية.
التوازن المستمر: فن إدارة الميزانية العمومية
يشير والير إلى أن الاحتياطي الفيدرالي يسعى دائمًا إلى تحقيق توازن دقيق في إدارة ميزانيته العمومية. الهدف هو استخدام هذه الأداة بفعالية لدعم تحقيق أهداف السياسة النقدية المتمثلة في الحد الأقصى للتوظيف واستقرار الأسعار. لا توجد وصفة سحرية، بل هو عملية مستمرة من التقييم والتكيف مع الظروف الاقتصادية المتغيرة.
في الختام، يوفر خطاب المحافظ والير نافذة مهمة لفهم كيفية عمل الاحتياطي الفيدرالي وكيف يمكن لميزانيته العمومية أن تؤثر على حياتنا الاقتصادية. من خلال توضيح الأصول والالتزامات وتأثيراتها، يقدم لنا رؤية قيمة حول الأدوات التي يستخدمها البنك المركزي للحفاظ على استقرار الاقتصاد. فهم هذه المفاهيم يساعدنا على تقدير الدور الحيوي الذي يلعبه الاحتياطي الفيدرالي في تشكيل مستقبلنا المالي.
Waller, Demystifying the Federal Reserve’s Balance Sheet
لقد قدم الذكاء الاصطناعي الأخبار.
تم استخدام السؤال التالي للحصول على إجابة من Google Gemini:
تم نشر ‘Waller, Demystifying the Federal Reserve’s Balance Sheet’ بواسطة www.federalreserve.gov في 2025-07-10 17:15. يرجى كتابة مقال مفصل يحتوي على معلومات ذات صلة بأسلوب لطيف. يرجى الإجابة باللغة العربية مع المقال فقط.